حين وصلني كتاب الدكتور عبدالعزيز العلي النعيم: (حكايتي بعد التسعين)، كان أول ما لفتني فيه طوله الذي قارب 400 صفحة. أما ثاني ما لفتني فهو طول بالي على قراءته، رغم نفوري المعتاد من قراءة الكتب المطوّلة! لماذا استسلمت للقراءة بكل رضى؟! لأننا اعتدنا أن تكون زيجات أهل عنيزة دوماً مكتظة بالمدعوين، وأن تكون جنائزهم أيضاً مكتظة بالمعزّين. ولذا فلا بد أن تكون السيرة الذاتية لشخصية عنيزاوية مكتظة بالصفحات والشخصيات والأحداث، وهذا بالفعل ما كانت عليه سيرة النعيم. قد لا يرى النقاد في هذه السيرة عملاً أدبياً [...]
قراءة المزيدقراءة الرواية متعة، ولكنها تكون أكثر متعة حين تقرأها وأنت في مسرح أحداثها. تقارن وصف الراوي للمنزل المهجور أمامك برؤيتك أنت، وتتفحص وجوه المارة لتتأكد إن كانوا هم أبناء أو أحفاد بطل القصة، وتطالع الطقس في مكانك لتتعرف في أي فصول السنة كُتبت الرواية؟ تغادر المكان بعد أن تشعر بأنك قد شاركت في كتابة الرواية، لا قرائتها فقط! قرأت (الحي اللاتيني) لسهيل إدريس، وأنا جالس في أحد مقاهي أزقة الحي في باريس. مارست نظرية «موت المؤلف» كي أتمكن من إحياء مؤلِّف آخر لها، ابتُعث إلى باريس [...]
قراءة المزيدلمّا أصدر الصديق د. عبدالعزيز السبيل كتابه: (عروبة اليوم) في العام ٢٠١٠، كتبت عنه مقالاً فرِحاً يطوي حزناً! في البدء كان الحزن ... إذ كان السبيل قبل صدور الكتاب بمدة وجيزة قد فاجأ أصدقاءه والمهتمين بالشأن الثقافي بتقاعده المبكر من العمل الحكومي وتركه موقعه وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام، وقد كان ملء السمع والبصر بحيويته ونشاطه ومبادراته غير المسبوقة وغير التقليدية من (موظف حكومي)! كان العمل الثقافي، دوماً وفي معظم البلدان، يعيش إشكالية عويصة، تتلخص في سؤال: من الأقدر على إدارة العمل الثقافي؟ «مث [...]
قراءة المزيد