عبدالعزيز السبيل التوليفة المبتغاة! 

لمّا أصدر الصديق د. عبدالعزيز السبيل كتابه: (عروبة اليوم) في العام ٢٠١٠، كتبت عنه مقالاً فرِحاً يطوي حزناً! 
في البدء كان الحزن … إذ كان السبيل قبل صدور الكتاب بمدة وجيزة قد فاجأ أصدقاءه والمهتمين بالشأن الثقافي بتقاعده المبكر من العمل الحكومي وتركه موقعه وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام، وقد كان ملء السمع والبصر بحيويته ونشاطه ومبادراته غير المسبوقة وغير التقليدية من (موظف حكومي)! 
كان العمل الثقافي، دوماً وفي معظم البلدان، يعيش إشكالية عويصة، تتلخص في سؤال: من الأقدر على إدارة العمل الثقافي؟ «مثقف» بمزاجيته وشلليته وانضباطيته المخرومة، أم «موظف» بيروقراطي يدير الثقافة والمثقفين تماماً كما كان يسيّر إدارة شؤون الموظفين أو المستودعات!! 
تطاولت فرص البحث عمن يدير العمل الثقافي بتوليفة تجمع: معرفية المثقف وانضباطية الموظف، حتى كادت تصل المحاولات إلى طريق مسدود. 
جاء عبدالعزيز السبيل يقبض بيديه على تلك التوليفة المنتظَرة منذ أمد، فهو المثقف المنضبط المعافى من المزاجية والمستقل عن الشللية، وهو أيضاً الموظف الذي يدرك حاجة العمل الثقافي ومتطلباته ومنعرجاته. استطاع أبوحسان، في سنواته القليلة بوزارة الثقافة، أن يفتح باب الأمل، لكن سرعان ما أغلقه بتقاعده! 
لحسن الحظ لم يبتعد كثيراً عن حياضه، إبّان عمله الاستشاري في وزارة التعليم ثم في منظمة التعاون الإسلامي، حتى عاد أخيراً للحقل الثقافي بعد أن أصبح أميناً عاماً لجائزة الملك فيصل، فحوّلها الآن من مجرد جائزة إلى مؤسسة ثقافية تقود مبادرات فذة تتجاوز المحلية إلى الإقليمية، خدمةً للتنمية الثقافية. 
هذا هو عبدالعزيز السبيل .. مثقف يعرف أساليب الوظيفة، وموظف يدرك دروب الثقافة.

مجلة اليمامة